يمن عليكم ان هديكم للايمان فاطلاق المنة عليه تعالى من باب المشاكلة وانه كان حقه ان يمن علينا باعتبار تشرفنا بشرف الاسلام فبسبب انا ممنون كثيرا منه يمكن ان يطلق عليه المنان بهذا المعنى فمن أخلص لله أربعين صباحا وأربعين سنة ينبغي ان لا يتوقع الاجر لعمله من جوعه وسهره وغيره وإن كان واصلا إليه باضعاف اضعافه انه لا يضيع عمل عامل لكن الغرض انه مجرد تفضل منه تعالى عليه فليقبل المنة منه حيث وفقه لذلك فأي اجر أعظم من سعادة اجراء ذكره على لسانه وصرف ضميره فيه هر كه نه كو يا بتو خاموش به * هر چه نه ياد تو فراموش به يا ديان الديان القهار من دان الناس أي قهر هم على الطاعة يقال دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا أو المجازى كما في ديان يوم الدين ومنه كما تدين تدان وقول الشاعر دناهم كما دانوا قال في القاموس الديان القهار والقاضي والحاكم والمحاسب والسايس والمجازي الذي لا يضيع عملا بل يجزى بالخير والشر يا برهان البرهان لغة الحجة كما في القاموس وفى الاصطلاح هو المؤلف من الواقعيات المحضة والعقليات الصرفة بخلاف الخطابة والجدل والشعر والسفسطة وأشير إلى ثلاثة منها في قوله تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجاد لهم بالتي هي أحسن وفى اصطلاح أخص هو الدليل اللمى فقط وبهذا المعنى قال الشيخ الرئيس الأول تعالى لا برهان عليه بل هو على كل شئ والمراد هنا المعنى اللغوي ليشمل الأقوال الشارحة والحجج باقسامها إذ الحجة لغة غير ما هو المصطلح وبيان كونه تعالى برهانا ومظهرا لكل مجهول ان الدليل المرشد للعقل إلى المطلوب كالذي يأخذ بيد الأعمى ويوصله إلى مقصوده فإذا أردت ان تصل إلى حدوث العالم فصدقت بسيلانه ثم صدقت بحدوثه فسيلان العالم وحركته الجوهرية والكيفية والكمية وبالجملة حركته ذاتا وصفة أظهرت لعقلك الحدث وأوصلتك إليه لكن السيلان الحاصل في الذهن موجود من الموجودات له مهية ووجود إذ المهية منفكة عن كافة الوجودات لا تقرر لها كما تقرر في مقره فكيف تكون بذاتها مظهرة لشئ لان ثبوت شئ لشئ فرع ثبوت المثبت له فهى من حيث هي لا مظهرة ولا لا مظهرة فوجودها مظهر والوجود بشراشره اشراق الحق الله نور السماوات والأرض أي باشراقه استشرقت المجردات والماديات أي مجرد كان في عقلنا أو في عقل الكل فالمظهرية الت إليه تعالى وكذا في الحدود فهو البرهان على غيره وكذلك هو البرهان على نفسه كما في دعاء الصباح يا من دل على ذاته بذاته وفى دعاء أبى حمزة الثمالي بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني
(٥٠)