شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ١٣٣
عند العرفاء الشامخين كل ما يحجبك عما يغنيك كغطاء الكون والوقوف مع العادات والأعمال والسر كما مر عند شرح اسم عالم السر والخفيات هو ما يخص كل شئ من الحق وسر الحقيقة ما لا يفشى من حقيقة الحق في كل شئ فقال زدني بيانا قال (ع) جذب الأحدية لصفة التوحيد قد عرفت معنى الأحدية والواحدية المعبر عنها ههنا بالتوحيد واللام في الصفة صلة للجذب يعنى ان الحقيقة ان يتجلى نور الأحدية ويرفع حجب كثرة الأسماء التي في مقام الواحدية فضلا عن ظلمة كثرة المظاهر فقال زدني بيانا قال (ع) نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد اثاره المراد بالنون هو النور الفعلي الذي استشرقت به السماوات والأرض وهو الفيض المقدس والمراد بصبح الأزل هو الفيض الأقدس وبالهياكل المهيات وبالتوحيد حقيقته ومصداقه وهو التوحيد التكويني كما قال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو وفى الحديث الذي قد مر التوحيد الحق هو الله وفى حديث اخر التوحيد ظاهره في باطنه وباطنه في ظاهره الحديث وأشار بلائحية اثاره إلى اختفائه من فرط ظهوره فلاحت عند العقول والأوهام اثاره وعلاماته وهذه الفقرة إشارة إلى الوحدة في الكثرة والفقرة التي قبلها أعني قوله (ع) جذب الأحدية لصفة التوحيد إشارة إلى الكثرة في الوحدة وأيضا هذه إشارة إلى رسم الحقيقة من باب الفواعل والبدايات وتلك إشارة إلى رسمها من باب الغايات والنهايات فقال زدني بيانا قال (ع) أطف السراج فقد طلع الصبح يعنى أطف سراج عقلك أي تفحصه وتفتيشه فقد طلع صبح مطلوبك من أفق البيان وفيه ايماء إلى أن اظهار البيان للحقيقة مثل اظهار السراج للصبح بل الحق المبين يبين البيان كما مر في اسمه تعالى البرهان ونعم ما قيل زهى نادان كه أو خورشيد تابان * بنور شمع جويد در بيابان * علم چون بر فرازد شاه فرخار چراغ آنجا نمايد چون شب تار ولذا أوثق الدلايل وأشرفها هو الاستدلال بالوجود عليه كما هو طريقة الحكماء الإلهيين لان الامكان والحدوث والحركة التي في الطرق الأخرى من الأسماء السوئ والصفات الخلقية والحق وأسمائه أظهر من كل شئ إذ الكل به ومنه وله واليه فكيف يستدل عليه بما هو في وجوده مفتقر إليه يا شاهد يشاهد ذاته بذاته ويشاهد ما نشاهد بعين شهودنا وهو هو ونحن نحن لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم يا ماجد يا حامد يا راشد يا باعث في البرزخ يا وارث في القيمة الكبرى يا ضار يا نافع ومظاهر هما الأدوية والأغذية الضارة والنافعة ومضرته لأهل الخذلان لا لأهل التوفيق لان كامليهم لا يردن مضره كما مر في اسم كاشف البلايا ومن دونهم من أصحاب
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»