شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ١٣٢
وجهه كلما انتهى إليه بصره ويمكن ان يراد بها الأنوار الذاتية وان يراد بها الأنوار الفعلية من الأنوار القاهرة وكونها حقيقة لأجل انها من صقع الحقيقة وانها باقية ببقائها موجودة بوجودها وقوله (ع) من غير إشارة إشارة إلى مقام الفناء والفناء عن الفناء إذ ما دمت باقيا بإنيتك مشيرا إليه فقد خليت نفسك عنه وصيرته محدودا قال (ع) من قال على م فقد أخلي منه وقد ذكرنا في برهان عدم تخلل الغير ان المشير والإشارة وغير هما كلها كلماته ولذا قال الشيخ الشبلي من أشار إلى التوحيد بإشارة فهو زنديق وقال الشيخ عبد الله الأنصاري س ما وحد الواحد من واحد * إذ كل من وحده جاحد توحيد من ينطق عن نعته * عارية أبطلها الواحد * توحيده إياه توحيده ونعت من ينعته لاحد وقيل تا يكسر موز خويشتن آكاهى * كردم زنى از رآه فنا كمراهى تا بود يكذره از هستى بجاى * كفر باشد كر نهى در عشق پاى * كر همه عالم ثواب تو بود تا تو باشى آن عذاب تو بود * تا تو با خويشى عدد بيني همه * چون شوى فانى خدا بيني همه وهذه الأبيات الثلاثة من الشيخ فريد الدين العطار النيشابوري س ولما لم يتعرض لمقابل البيت الثاني هنا قلت مقتبسا من كلامه كر ترا باشد ثواب عالمي * تا تو باشى آن نيرزد درهمي باز اكر تو يكجهان داري كناه * نيست باك أر بيخودى ز انروى ماه انما المأثور في النص الجلي لا يضر السيئ حب على فقال زدني بيانا قال محو الموهوم وصحو المعلوم المراد بالموهوم وجه النفس من كل شئ وبالمعلوم وجه الله منه والتعبير بالمعلوم المراد به اليقين لأجل ان الغايات كما قال الحكما منقسمة إلى الخيرات اليقينية والظنية والتخيلية الأولى للمقربين والثانية لأصحاب اليمين والثالثة لأصحاب الشمال والدنيويين لان مطلوبات هؤلاء في حركاتهم انما هي الأمور المحدودة الداثرة الزايلة ومطلوبات أصحاب اليمين وإن كانت محدودة أيضا ولهذا كانت خيرات ظنية لا حقيقية الا انها دائمة باقية واما مطلوب المقربين فإنه عالم العقل الذي هو دار اليقين بل ما فوقه فان يقين الحق هو حق اليقين والصحو ذهاب الغيم والسكر وترك الصبى والباطل كذا في القاموس ففي التعبير به إشارة إلى أن الموهوم الذي هو المهية والعين الثابت والوجه الذي للوجود إليها غيم وحجاب لنور شمس الحقيقة والاشتغال به اشتغال بالباطل الا كل شئ ما خلا الله باطل وسكر وصبى كما قال صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله وعرى أفراس الصبى ورواحله فقال زدني بيانا قال (ع) هتك الستر وغلبة السر الستر
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»