التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٨٧
تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف، وهو قوله عز وجل " وكنتم أزواجا ثلثة " الآيات، قال: ف‍ " السابقون ": هم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاصة الله من خلقه جعل فيهم خمسة أرواح، أيدهم بروح القدس، فبه عرفوا الأشياء، وأيدهم الله بروح الإيمان، فبه خافوا الله عز وجل، وأيدهم بروح القوة، فبه قدروا على طاعة الله، وأيدهم بروح الشهوة، فبه اشتهوا طاعة الله عز وجل، وكرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج (1) الذي به يذهب الناس ويجيؤون، وجعل في المؤمنين أصحاب الميمنة (2) روح الإيمان فبه خافوا الله، وجعل فيهم روح القوة، فبه قووا على طاعة الله، وجعل فيهم روح الشهوة، فبه اشتهوا طاعة الله، وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس ويجيؤون (3).
وفي الأمالي: عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه سئل عن هذه الآية فقال: قال لي جبرئيل (عليه السلام): ذاك علي (عليه السلام) وشيعته، هم السابقون إلى الجنة، المقربون من الله بكرامته (4).
وفي الخصال: عن علي (عليه السلام) قال: " والسابقون السابقون * أولئك المقربون " في نزلت (5).
وفي الإكمال: عن الباقر (عليه السلام) في حديث: ونحن السابقون السابقون، ونحن الآخرون (6).

١ - مدرج - بفتح الميم والراء -: الطريق، ودرج الصبي دروجا: مشى قليلا في أول ما يمشي. مجمع البحرين: ج ٢، ص ٢٩٩، مادة " درج ".
٢ - هكذا في الأصل، وفي الكافي: " وجعل في المؤمنين وأصحاب الميمنة " وهكذا ورد في مرآة العقول: ج ٣، ص ١٦٧، مع الواد. إلا أن الماتن ذكر هذه الرواية في كتابه الوافي: ج ٣، ص ٦٢٧، ح ١٢١٤ / ١، باب ٩٢ - ما خصوا (عليهم السلام) به من الأرواح. بدون الواء كما جاء هنا.
هذا وللماتن في الوافي، نفس المصدر السابق بيان وإليك نصه: إنما خلقهم ثلاثة أصناف لأن أصول العوالم والنشآت ثلاثة: عالم الجبروت: وهو عالم العقل المجرد عن المادة والصورة، وأصحابه السابقون، وفيهم روح القدس، وعالم الملكوت: وهو عالم المثال والخيال المجرد عن المادة دون الصورة، وأصحابه أصحاب الميمنة، وفيهم روح الإيمان، وعالم الملك: وهو عالم الشهادة المحسوس المادي، وأصحابه أصحاب المشئمة، وفيهم روح المدرج - من درج دروجا -: إذا مشى، وعالم الغيب يشمل الأولين، وكذا عالم الأرواح، وربما يطلق الملكوت أيضا على ما يعمهما. ٣ - الكافي: ج ١، ص ٢٧١ - ٢٧٢، ح ١، باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة (عليهم السلام).
٤ - الأمالي للشيخ الطوسي: ص ٧٢، ح ١٠٤ / ١٣، المجلس الثالث.
٥ - لم نعثر عليه في الخصال، بل وجدناه في عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 65، ح 288، باب 31 - فيما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الأخبار المجموعة. والظاهر أنه سهو من قلمه الشريف، أو من النساخ.
6 - إكمال الدين وإتمام النعمة: ص 205 - 206، ح 20، باب 21 - العلة التي من أجلها يحتاج إلى الإمام (عليه السلام).
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 83 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»