التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٥٦٦
ولمحبيك من بعدي (1).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه سئل عنه حين نزلت السورة؟ فقال: نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير، وهو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج القرن (2) منهم، فأقول: يا رب إنهم من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (3).
وفي الخصال: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي عترتي على الحوض، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا، وليعمل عملنا، فإن لكل أهل بيت نجيبا، ولنا نجيب، ولنا شفاعة، ولأهل مودتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنا نذود عنه أعداءنا، ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، حوضنا فيه مشعبان (4) ينصبان من الجنة، أحدهما من تسنيم (5)، والآخر من معين، على حافتيه الزعفران، وحصاه

١ - الأمالي للشيخ الطوسي: ص ٦٩ - ٧٠، ح ١٠٢ / ١١، المجلس الثالث.
أقول: ومن هنا قال الشاعر:
إن في الجنة نهرا من لبن * لعلي وحسين وحسن كل من كان محبا لهم * يدخل الجنة من دون حزن ٢ - الإختلاج: الجذب والنزع، والقرن من الناس: أهل زمان واحد. منه (قدس سره).
٣ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ٥٤٩، س ١٨.
أقول: وجاء في صحيح البخاري: ج ٧، ص ٢٠٧، عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: ليردن علي ناس من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك. وهكذا في نفس الصفحة: عن سهل بن سعد، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم، قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: اشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها، فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي.
ونحوه عن سهل بن سعد ج ٨، ص ٨٧. وغير ذلك من الروايات في أبواب مختلفة الدالة على أن بعض أصحابه (صلى الله عليه وآله) ارتدوا وانقلبوا على أعقابهم القهقرى.
٤ - هكذا في الأصل، وفي المصدر: [حوضنا مترع فيه مثعبان]. وحوض ترع - بالتحريك، ومترع -: أي مملوء.
لسان العرب: ج ٢، ص ٢٩، مادة " ترع ". والثعب: مسيل الوادي والجمع: ثعبات. لسان العرب: ج ٢، ص 97، مادة " ثعب ".
5 - تسنيم: هو عين في الجنة، وهو أشرف شراب في الجنة، وقيل: هو نهر يجري في الهواء وينصب في أواني أهل الجنة بحسب الحاجة. مجمع البحرين: ج 6، ص 92، مادة " سنم ".
(٥٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 560 561 562 563 565 566 567 568 569 570 571 ... » »»