يقول يا ليتني قدمت لحياتي 24 فيومئذ لا يعذب عذابه أحد 25 ولا يوثق وثاقه أحد 26 الشداد (1)، لها هدة، وغضب، وزفير، وشهيق، وأنه لتزفر الزفرة فلولا أن الله أخرهم للحساب لأهلكت الجميع، ثم يخرج منها عنق فيحيط بالخلائق البر منهم والفاجر، ما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا إلا ينادي رب نفسي نفسي، وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي، ثم يوضع عليها الصراط أدق من الشعر، وأحد من حد السيف، عليها ثلاثة قناطر، فأما واحدة: فعليها الأمانة والرحم، والثانية: فعليها الصلاة، والثالثة: فعليها رب العالمين لا إله غيره، فيكلفون الممر عليها فيحبسهم الرحم والأمانة، فإن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين، وهو قوله: " إن ربك لبالمرصاد " (2)، والناس على الصراط، فمتعلق بيد وتزل قدم ويستمسك بقدم، والملائكة حولها ينادون: يا حليم اعف، واصفح، وعد بفضلك، وسلم سلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها، فإذا نجا ناج برحمة الله مر بها، فقال:
الحمد لله، وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس بمنه وفضله إن ربنا لغفور شكور (3). وفي الكافي ما في معناه (4).
* (يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى) *: أي منفعة الذكرى.
* (يقول يا ليتني قدمت لحياتي) *: أي لحياتي هذه، أو وقت حياتي في الدنيا أعمالا صالحة.
* (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد) *: أي مثل عذابه.
* (ولا يوثق وثاقه أحد) *: أي مثل وثاقه لتناهيه في كفره وعناده.
القمي: قال: هو الثاني (5). وقرئ على بناء المفعول فيهما.