التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣٢٥
إن لدينا أنكالا وجحيما 12 وطعاما ذا غصة وعذابا أليما 13 يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا 14 إنا أرسلنا إليكم رسولا شهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا 15 * (إن لدينا أنكالا) *: تعليل للأمر، والنكل: القيد الثقيل.
* (وجحيما * وطعاما ذا غصة) *: وطعاما ينشب في الحلق كالضريع (1) والزقوم (2).
* (وعذابا أليما) *: ونوعا آخرا من العذاب مؤلما لا يعرف كنهه إلا الله، وفسر بالحرمان عن لقاء الله، لأن النفوس العاصية المنهمكة في الشهوات تبقى مقيدة بحبها، والتعلق بها عن التخلص إلى عالم القدس، متحرقة بحرقة الفرقة، متجرعة غصة الهجران، معذبة بالحرمان عن تجلي أنوار القدس.
في المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه سمع قاريا يقرؤها فصعق (3).
* (يوم ترجف الأرض والجبال) *: تضطرب، وتزلزل. والقمي: تخسف (4).
* (وكانت الجبال كثيبا مهيلا) *: قال: مثل الرمل تنحدر (5).
* (إنا أرسلنا إليكم رسولا شهدا عليكم) *: يشهد عليكم يوم القيامة بالإجابة والإمتناع.
* (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا) *: يعني موسى (عليه السلام)، ولم يعينه لأن المقصود لم

١ - الضريع: نبت بالحجاز مشوم له شوك كبار، يقال له: الشبرق، تأكله الإبل يضرها ولا ينفعها. وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الضريع شئ يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار. مجمع البحرين: ج ٤، ص ٣٦٤، مادة " ضرع ".
٢ - الزقوم - بفتح الزاء وتشديد القاف -: شجرة مرة كريهة الطعم والرائحة، يكره أهل النار على تناوله.
والتزقم: التلقم، وتزقم إذا أفرط في شربه. مجمع البحرين: ج ٦، ص ٧٩، مادة " زقم ".
٣ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ٣٨٠، س ١٨.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٩٢، س ١٣.
٥ - تفسير القمي: ج ٢، ص 392، س 13.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 321 322 323 324 325 326 327 328 329 331 ... » »»