التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٢٤
القمي: قال: إنما نزلت " فتدانا " (1).
وفي العلل: عن الباقر (عليه السلام) " فتدلى " قال: لا تقرأ هكذا، اقرأ " ثم دنا فتدانا " (2).
* (فكان قاب قوسين) *: قدرهما، القمي: قال: كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية (3) (4).
أقول: ويأتي بيان ذلك وتأويله.
* (أو أدنى) *: قال: بل أدنى من ذلك (5).
وعن الصادق (عليه السلام): أول من سبق من الرسل إلى " بلى " (6) رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك أنه أقرب الخلق إلى الله، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل (عليه السلام) - لما أسري به إلى السماء -: تقدم يا محمد فقد وطأت موطأ لم يطأه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولولا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه وكان من الله عز وجل كما قال: " قاب قوسين أو أدنى " أي بل أدنى (7) (8).
وفي العلل: عن السجاد (عليه السلام) أنه سئل عن الله عز وجل هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى الله عن ذلك، قيل: فلم أسري بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله) إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجائب صنعه، وبدائع خلقه، قيل: فقول الله عز وجل: " ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى " قال: ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) دنا من حجب النور، فرأى ملكوت السماوات، ثم تدلى فنظر

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٣٤، س ٧.
٢ - علل الشرائع: ص ٢٧٦ - ٢٧٧، ح ١، باب ١٨٥ - العلة التي من أجلها نهي عن التغوط. والعلة التي من أجلها سميت سدرة المنتهى.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٣٤، س ٨.
٤ - سية القوس - بالتخفيف -: ما عوطف من طرفيه، والجمع سيات. مجمع البحرين: ج ١، ص ٢٤٠، مادة " سيا ".
٥ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٣٤، س ٩.
٦ - أي إلى قوله تعالى: " بلى " في جواب قوله تعالى: " ألست بربكم ".
٧ - تفسير القمي: ج ١، ص 246، س 18.
8 - وجاء في هامش المخطوطة عن الكافي، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل مكانا لم يطأه قط جبرئيل، فكشف له فأراه الله من نور عظمته ما أحب. قال في الوافي: في قوله: " فكشف له. إلى آخره " من كلام الرضا (عليه السلام) وفي توحيد الصدوق: " فكشف لي فأراني "، وبتقديم جبرئيل على " قط " وهو أوضح، وفاعل " أحب " إما " الرسول " وفيه إشارة إلى أن قوة الرؤية على قدر قوة المحبة وسعة إدراك المحب لا على قدر شدة نور المحبوب لأنه غير متناه وأما " الله " وهو الأظهر أي ما أحب الله أن يريه من نفسه في ذلك الوقت، وعلى التقديرين لم تتعلق الرؤية بكنه ذاته وتمام حقيقته. الوافي: ج 1، ص 378.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»