التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٨٤
إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم 34 فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعملكم 35 إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسئلكم أموالكم 36 بها شجرة في الجنة، ومن قال: لا إله إلا الله، غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الله أكبر، غرس الله له بها شجرة في الجنة، فقال رجل من قريش: يا رسول الله إن شجرنا في الجنة لكثير، قال: نعم، ولكن إياكم أن ترسلوا عليها نيرانا فتحرقوها، وذلك أن الله تعالى يقول:
" يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعملكم " (1).
* (إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم * فلا تهنوا) *: فلا تضعفوا.
* (وتدعوا إلى السلم) *: ولا تدعوا إلى الصلح خورا وتذللا، وقرئ بكسر السين.
* (وأنتم الأعلون) *: الأغلبون.
* (والله معكم) *: ناصركم.
* (ولن يتركم أعملكم) *: ولن يضيع أعمالكم، من وترت الرجل إذا قتلت متعلقا له من قريب أو حميم فأفردته عنه من الوتر، شبه به تعطيل ثواب العمل وإفراده منه، والآية ناسخة لقوله تعالى: " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها " (2) كما مر.
* (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو) *: لا ثبات لها.
* (وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم) *: ثواب إيمانكم وتقواكم.

١ - ثواب الأعمال: ص ١١، ح ٣، باب ثواب من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
٢ - الأنفال: ٦١.
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 489 490 ... » »»