فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم 19 ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشى عليه من الموت فأولى لهم 20 فقال: سلمان: وما الروبيضة يا رسول الله، فداك أبي وأمي؟
قال: يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى تخور الأرض خورة، فلا يظن كل قوم إلا أنها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله، ثم يمكثون في مكثهم فتلقى لهم الأرض أفلاذ كبدها، قال: ذهبا وفضة ثم أومى بيده إلى الأساطين، فقال: مثل هذا، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة، فهذا معنى قوله: " فقد جاء أشراطها " (1).
* (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) *: أي إذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين فأثبت على ما أنت عليه من العلم بالوحدانية وتكميل النفس بإصلاح أحوالها وأفعالها وهضمها بالاستغفار لذنبك.
* (وللمؤمنين والمؤمنات) *: ولذنوبهم بالدعاء لهم والتحريص على ما يستدعي غفرانهم.
* (والله يعلم متقلبكم) *: في الدنيا، فلها مراحل لابد من قطعها.
* (ومثواكم) *: في العقبى فإنها دار إقامتكم.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الاستغفار، وقول لا إله إلا الله خير العبادة، قال الله العزيز الجبار: " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " (2).
* (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة) *: هلا نزلت سورة في أمر الجهاد.