التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٣٦
إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا 41 وأقسموا بالله جهد أيمنهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا 42 * (فهم على بينت منه) *: على حجة من ذلك الكتاب بأن لهم شركة جعلية، وقرئ على بينات إشارة إلى أنه لابد في مثله من تعاضد الدلائل.
* (بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا) *: بأنهم شفعاؤهم عند الله يشفعون لهم بالتقرب إليهم.
* (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده) *: من بعد الله أو من بعد الزوال.
* (إنه كان حليما غفورا) *: حيث أمسكهما وكانتا جديرتين بأن تهدا هدا، كما قال عز وجل: " تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض " (1).
في الكافي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه سئل عن الله عز وجل يحمل العرش أم العرش يحمله؟ فقال (عليه السلام): الله عز وجل حامل العرش والسماوات والأرض، وما فيهما وما بينهما، وذلك قول الله تعالى: " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا " الآية (2).
وفي الإكمال: عن الرضا (عليه السلام) في حديث بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا (3).
وعنهم (عليهم السلام): لولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها (4).
* (وأقسموا بالله جهد أيمنهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم) *: قيل: وذلك أن قريشا لما بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم، قالوا: لعن الله اليهود

١ - مريم: ٩٠.
٢ - الكافي: ج ١، ص 129، ح 1، باب العرش والكرسي.
3 و 4 - إكمال الدين وإتمام النعمة: ص 202 و 207، ح 6 و 22، باب 21 - العلة التي من أجلها يحتاج إلى الإمام (عليه السلام).
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 141 142 ... » »»