التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٠٣
والقمي هي منازل الشمس والقمر أقول: معنى البروج القصور العالية سميت الكواكب بها لأنها للسيارات كالمنازل لسكانها واشتقاقه من التبرج لظهوره.
في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام إن للشمس ثلاث مائة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزاير (1) العرب تنزل كل يوم فإذا غابت انتهت إلى حد بطنان العرش فلم تزل ساجدة إلى الغد ثم ترد إلى موضع مطلعها ومعها ملكان يهتفان معها.
أقول: وذلك لأن سير الشمس إنما يكون في كل برج من البروج الاثني عشر ثلاثين يوما تقريبا فبهذا الاعتبار ينقسم كل منها إلى ثلاثين برجا فتصير ثلاثمائة وستين وزينها للناظرين في المجمع عن الصادق عليه السلام بالكواكب النيرة.
(17) وحفظنها من كل شيطان رجيم فلا يقدر أن يصعد إليها ويوسوس أهلها ويتصرف في أمرها ويطلع على أحوالها.
(18) إلا من استرق السمع اختلسه سرا فأتبعه ولحقه شهاب مبين ظاهر للمتبصرين والشهاب شعلة نار ساطعة وقد يطلق للكواكب والسنان لما فيهما من البريق.
في المجالس عن الصادق عليه السلام كان إبليس يخترق السماوات السبع فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سماوات وكان يخترق أربع سماوات فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه وقال عمرو بن أمية وكان من أرجز أهل الجاهلية انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أزمان

1 - جزيرة العرب ما أحاط به بحر الهند وبحر الشام ثم دجلة والفرات وما بين عدن أبين إلى أطراف الشام طولا ومن جدة إلى ريف العراق عرضا م‍ ن.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست