التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٣٩٠
(71) يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا حجة تدل على جواز عبادته وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير.
(72) وإذا تتلى عليهم آياتنا من القرآن بينات واضحات الدلالة على العقايد الحقة والأحكام الإلهية تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر الإنكار لفرط نكيرهم للحق وغيظهم لأباطيل أخذوها تقليدا وهذا منتهى الجهالة يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا يثبون ويبطشون بهم قل أفأنبئكم بشر من ذلكم من غيظكم على التالين وضجركم مما تلوا عليكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير النار.
(73) يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له استماع تدبر وتفكر ان الذين تدعون من دون الله يعني الأصنام لن يخلقوا ذبابا لا يقدرون على خلقه مع صغره ولو اجتمعوا له ولو تعاونوا على خلقه وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب فكيف يكونون آلهة قادرين على المقدورات كلها.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال كانت قريش تلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة ونسر عن يسارها وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستديرون بحيالهم إلى يعوق ثم يستديرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر ثم يلبون فيقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك قال فبعث الله ذبابا أخضر له أربعة أجنحة فلم يبق من ذلك المسك والعنبر شيئا إلا أكله فأنزل الله عز وجل يا أيها الناس ضرب مثل الآية.
(74) ما قدروا الله حق قدره ما عرفوه حق معرفته حيث أشركوا به وسموا باسمه ما هو أبعد الأشياء عنه مناسبة وقد مر حديث فيه في سورة الأنعام ويأتي الحديث في تفسيره في سورة الزمر إن شاء الله إن الله لقوي عزيز لا يغلبه شئ.
(75) الله يصطفي يختار من الملائكة رسلا سفرة يتوسطون بينه وبين الأنبياء بالوحي.
القمي وهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ومن الناس أي رسلا يدعون
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست