التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ٢١
(38) واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب تعليل لما قبله وتمهيد للدعوة وإظهار أنه من أهل بيت النبوة لتقوى رغبتهما في الاستماع إليه والوثوق عليه ما كان لنا ما صح لنا معشر الأنبياء أن نشرك بالله من شئ أي شئ كان ذلك أي التوحيد من فضل الله علينا بالوحي وعلى الناس وعلى سائر الناس ببعثنا لإرشادهم وتنبيههم عليه ولكن أكثر الناس المبعوث إليهم لا يشكرون هذا الفضل والنعمة فيعرضون عنه ولا ينتهون.
(39) يا صاحبي السجن يا ساكنيه أو يا صاحبي فيه كقولهم يا سارق الليلة ء أرباب متفرقون شتى متعددة متساوية الأقدام خير أم الله الوحد المتوحد بالألوهية القهار الغالب الذي لا يعادله شئ ولا يقاومه غيره.
(40) ما تعبدون من دونه خطاب لهما ولمن على دينهما من أهل مصر إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان يعني الأشياء سميتموها آلهة من غير حجة تدل على استحقاقها الإلهية وإنما تعبدونها باعتبار ما تطلقون عليها فكأنكم لا تعبدون إلا الأسماء المجردة إن الحكم في أمر العبادة إلا لله لأنه المستحق لها بالذات أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم الحق ولكن أكثر الناس لا يعلمون فيخبطون في جهالاتهم.
(41) يا صاحبي السجن أما أحدكما يعني صاحب الشراب فيسقى ربه خمرا كما يسقيه قبل.
القمي قال له يوسف عليه السلام تخرج من السجن وتصير على شراب الملك وترتفع منزلتك عنده وأما الاخر يعني الخباز فيصلب فتأكل الطير من رأسه القمي ولم يكن رأى ذلك وكذب فقال له يوسف إنك يقتلك الملك ويصلبك وتأكل الطير من دماغك فجحد الرجل فقال إني لم أر ذلك فقال يوسف عليه السلام قضى الامر الذي

1 - وفي هذا دلالة على أنه كان يقول ذلك على جهة الاخبار عن الغيب بما يوحى إليه لا كما يعبر أحدنا الرؤيا على جهة التأويل م‍ ن
(٢١)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست