التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٧٩
(8) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم نوبة أخرى عدنا مرة ثالثة إلى عقوبتكم وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا محبسا لا يقدرون الخروج منها أبدا والعامة فسروا الإفسادتين بقتل زكريا ويحيى والعلو الكبير باستكبارهم عن طاعة الله وظلمهم الناس والعباد أولى بأس بخت نصر وجنوده ورد الكرة عليهم برد بهمن بن إسفنديار اسراءهم إلى الشام وتمليكه دانيال عليهم ووعد الآخرة بتسليط الله الفرس عليهم مرة أخرى.
وفي الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام إنه فسر الإفسادتين بقتل علي بن أبي طالب عليه السلام وطعن الحسن عليه السلام والعلو الكبير بقتل الحسين عليه السلام والعباد أولى بأس بقوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا (1) لآل محمد صلوات الله عليهم إلا قتلوه ووعد الله بخروج القائم عليه السلام ورد الكرة عليهم بخروج الحسين عليه السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب حين كان الحجة القائم بين أظهرهم.
وزاد العياشي ثم يملكهم الحسين عليه السلام حتى يقع حاجباه على عينيه.
والعياشي عنه عليه السلام أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه ويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهم حذوا القذة بالقذة ثم تلا هذه الآية ثم رددنا.
وفي رواية أخرى للعياشي عن الباقر عليه السلام إن العباد أولى بأس هم القائم وأصحابه والقمي وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب أي أعلمناهم ثم انقطعت مخاطبة بني إسرائيل وخاطب الله أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال لتفسدن في الأرض مرتين يعني فلانا وفلانا وأصحابهما ونقضهم العهد ولتعلن علوا كبيرا يعني ما ادعوه من الخلافة فإذا جاء وعد أولاهما يعني يوم الجمل بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد يعني أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه فجاسوا خلال

1 - الموتور الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه وتره يتره وترا وترة ص.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست