التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٤٤
تتبعه وتقتفي أثره ومتى فقدته اختل نظامها وزال قوامها وتفرقت شذر (1) مذر وإلى هذا المعنى فيما أخال. أشار علي أمير المؤمنين عليه السلام في قوله أنا يعسوب المؤمنين.
والقمي عن الصادق عليه السلام نحن والله النحل الذي أوحى الله إليه أن اتخذي من الجبال بيوتا أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة ومن الشجر يقول من العجم ومما يعرشون يقول من الموالي والذي يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه أي العلم الذي يخرج منا إليكم.
والعياشي عنه عليه السلام النحل الأئمة والجبال العرب والشجر الموالي عتاقه ومنها يعرشون يعني الأولاد والعبيد ممن لم يعتق وهو يتولى الله ورسوله والأئمة والثمرات المختلفة ألوانه فنون العلم الذي قد يعلم الأئمة شيعتهم فيه شفاء للناس والشيعة هم الناس وغيرهم الله أعلم بهم ما هم ولو كان كما تزعم أنه العسل الذي يأكله الناس إذا ما أكل منه ولا شرب ذو عاهة إلا شفي لقول الله تعالى فيه شفاء للناس ولا خلف لقول الله وإنما الشفاء في علم القرآن وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة لأهله لا شك فيه ولا مرية وأهله أئمة الهدى الذين قال الله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون.
(70) والله خلقكم (2) ثم يتوفاكم بآجال مختلفة ومنكم من يرد إلى أرذل العمر أخسه وأحقره يعني الهرم الذي يشابه الطفولية في نقصان القوة والعقل.
في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام هو خمس وسبعون سنة.
والقمي عن الصادق عليه السلام عن أبيه عليه السلام إذا بلغ العبد مأة سنة فذلك أرذل العمر.

1 - تفرقوا شذر مذر بالتحريك والنصب شذر مذر إذا ذهبوا في كل وجه. ص.
2 - اي أوجدكم وانعم عليكم بضروب النعم الدينية والدنيوية م‍ ن.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست