التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٣٤
الله له فيها فاستقبل كل مكروه ونزل كل شرور وكل هذا يكون عند الموت وعنده يكون بيقين قال الله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم الآية.
(33) هل ينظرون هل ينتظر الذين لا يؤمنون بالآخرة إلا أن تأتيهم الملائكة ملائكة العذاب لقبض أرواحهم وقرئ بالياء أو يأتي أمر ربك.
القمي من العذاب والموت وخروج القائم عليه السلام كذلك مثل ذلك الفعل من الشرك والتكذيب فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله بتدميرهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بكفرهم ومعاصيهم المؤدية إليه.
(34) فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن وأحاط بهم جزاؤه والحيق لا يستعمل إلا في الشر.
القمي ما كانوا به يستهزؤون من العذاب في الرجعة.
(35) وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ كذلك فعل الذين من قبلهم أشركوا بالله وحرموا ما أحل الله وارتكبوا ما حرم الله فلما نبهوا على قبح أعمالهم نسبوها إلى الله وقالوا لو شاء الله لم نفعلها فهل على الرسل إلا البلاغ المبين إلا الابلاغ الموضح للحق.
(36) ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله وفقهم للأيمان لكونهم من أهل اللطف ومنهم (1) من حقت عليه الضلالة إذ خذلهم ولم يوفقهم لتصميمهم على الكفر فسيروا في الأرض.
والعياشي عن الباقر عليه السلام ما بعث الله نبيا قط إلا بولايتنا والبراءة من أعدائنا وذلك قوله تعالى ولقد بعثنا الآية إلى قوله من حقت عليه الضلالة يعني بتكذيبهم والقمي أي في أخبار من هلك قبله فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين من

1 - ومنهم من اعرض عما دعاه إليه الرسول فخذله الله فثبت عليه الضلالة ولزمته فلا يؤمن قط وقيل معناه وجبت عليه الضلالة وهي العذاب والهلاك وقيل معناه ومنهم من حقت عليه عقوبة الضلالة وقد سمى الله سبحانه العقاب ضلالا بقوله أم المجرمين في ضلال وسعر. مجمع البيان.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست