التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٣ - الصفحة ١٣٦
عليهم فقال ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين يعني في الرجعة يردهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين منهم.
والعياشي عنه عليه السلام إنه قال ما يقول الناس في هذه الآية قيل يقولون لا قيامة ولا بعث ولا نشور فقال كذبوا والله إنما ذلك إذا قام القائم وكر معه الماكرون فقال أهل خلافكم قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم تقولون رجع فلان وفلان لا والله لا يبعث الله من يموت ألا ترى أنه قال وأقسموا بالله جهد أيمانهم كانت المشركون أشد تعظيما لللات والعزى من أن يقسموا بغيرها فقال الله بلى وعدا عليه حقا ليبين لهم الذي يختلفون فيه الآيات الثلاث.
(41) والذين هاجروا في الله في حقه ولوجهه من بعد ما ظلموا قيل لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمهاجرون ظلمهم قريش فهاجر بعضهم إلى الحبشة ثم إلى المدينة والمحبوسون المعذبون بمكة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أصحابه لنبوئنهم في الدنيا حسنة مبأة حسنة وهي الغلبة على أهل مكة الذين ظلموهم وعلى العرب قاطبة وعلى أهل المشرق والمغرب ولاجر الآخرة أكبر مما تعجل لهم في الدنيا لو كانوا يعلمون (1).
(42) الذين صبروا على أذى الكفار ومفارقة الوطن وعلى ربهم يتوكلون يفوضون إليه الأمر كله.
(43) وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم رد لقولهم الله أعظم من أن يرسل إلينا بشرا مثلنا وقد سبق بيان الحكمة فيه في سورة الأنعام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولعله أشير إلى مثل ذلك بقوله فاسألوا أهل الذكر يعني وجه الحكمة فيه فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
في الكافي والقمي والعياشي عنهم عليهم السلام في أخبار كثيرة أن رسول الله

1 - أي لو كان الكفار يعلمون ذلك وقيل معناه لو علم المؤمنون تفاصيل ما أعد الله لهم في الجنة لازدادوا سرورا وحرصا على التمسك بالدين م‍ ن.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست