والعياشي: عنه عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الأرض إلى ربها حتى بلغ دموعها العرش فأوحى الله عز وجل إلى السماء أن أحصبهم وأوحى إلى الأرض أن اخسفي بهم.
في الكافي: عن الباقر عليه السلام قال، كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله فطلبهم إبليس الطلب الشديد، وكان من فضلهم وخيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم وتبقى النساء خلفهم ولم يزل إبليس يعتادهم وكانوا إذا رجعوا خرب إبليس ما كانوا يعملون، فقال بعضهم لبعض: تعالوا نرصد لهذا الذي يخرب متاعنا فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان، فقالوا له: أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد مرة؟ فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه فبيتوه عند رجل، فلما كان الليل صاح فقال له: ما لك؟ فقال: كان أبي ينومني على بطنه فقال له: تعال فنم على بطني، قال: فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه أن يفعل بنفسه فأولا علمه إبليس، والثانية علمه هو، ثم انسل ففر منهم، وأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ويعجبهم منه، وهم لا يعرفونه فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بالرجال بعضهم ببعض، ثم جعلوا يرصدون مارة الطريق فيفعلون بهم حتى تنكب (1) مدينتهم الناس، ثم تركوا نساءهم وأقبلوا على الغلمان، فلما رأى أنه قد أحكم أمره في الرجال جاء إلى النساء فصير نفسه امرأة، ثم قال: إن رجالكن يفعل بعضهم ببعض قلن نعم قد رأينا ذلك، وكل ذلك يعظهم لوط ويوصيهم، وإبليس يغويهم حتى استغنى النساء بالنساء فلما كملت عليهم الحجة بعث الله جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زي غلمان عليهم أقبية، فمروا بلوط وهو يحرث، قال: أين تريدون؟
ما رأيت أجمل منكم قط، قالوا: إنا أرسلنا سيدنا إلى رب هذه المدينة، قال: أو لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة؟ يا بني والله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم، فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمر وسطها، قال: فلي إليكم حاجة، قالوا: وما هي؟ قال: تصبرون