التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٤٦٩
الله من العلم والنبوة. ورزقني منه رزقا حسنا: قيل: إشارة إلى ما آتيه الله من المال الحلال، وجواب الشرط محذوف تقديره فهل يسع لي مع هذه الانعام أن أخون في وحيه وأخالفه في أمره ونهيه ولا آمركم بترك عبادة الأوثان والكف عن القبايح وإنما بعثني لذلك.
وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه: يعني وما أريد أن أسبقكم إلى شهواتكم التي نهيتكم عنها لأستبد بها دونكم. إن أريد إلا الاصلاح: أن أصلحكم. ما استطعت: ما دمت أستطيع الاصلاح، فلو وجدت الصلاح فيما أنتم عليه لما نهيتكم عنه، والجواب الأول:
إشارة إلى مراعاة حق الله، والثاني: إلى مراعاة حق النفس، والثالث: إلى مراعاة حق الناس. وما توفيقي إلا بالله: إلا بهدايته ومعونته. عليه توكلت: فإنه القادر المتمكن من كل شئ دون غيره، وفيه إشارة إلى محض التوحيد الذي هو أقصى مراتب العلم بالمبدء.
وإليه أنيب: إشارة إلى معرفة المعاد نبه بهذه الكلمات إلى اقباله على الله بشراشره فيما يأتي ويذر وحسم أطماع الكفار وعدم المبالاة بعداوتهم وتهديدهم بالرجوع إلى الله للجزاء.
(89) ويا قوم لا يجرمنكم: لا يكسبنكم. شقاقي: خلافي ومعاداتي. أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح: من الغرق. أو قوم هود: من الريح. أو قوم صالح:
من الرجفة. وما قوم لوط منكم ببعيد: يعني إنهم أهلكوا في عهد قريب عهدكم فإن لم تعتبروا بمن قبلهم فاعتبروا بهم.
واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه: عما أنتم عليه. إن ربى رحيم ودود:
عظيم الرحمة، متودد على عباده، مريد لمنافعهم، وهو وعد على التوبة بعد الوعيد على الاصرار.
(91) قالوا يا شعيب ما نفقه: ما نفهم. كثيرا مما تقول وإنا لنريك فينا ضعيفا: لا قوة لك ولا عز، فلا تقدر على الامتناع منا إن أردنا بك مكروها.
القمي: وقد كان ضعف بصره. ولولا رهطك: قومك وعزتهم عندنا لكونهم على ملتنا. لرجمناك: لقتلناك شر قتلة. وما أنت علينا بعزيز: فتمنعنا عزتك عن القتل بل رهطك هم الأعزة علينا.
(٤٦٩)
مفاتيح البحث: القتل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»
الفهرست