التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٤٠١
تعبدون: لأنهم إنما عبدوا في الحقيقة أهوائهم التي حملتهم على الاشراك لا ما أشركوا به أو الشياطين حيث أمروهم أن يتخذوا لله أندادا فأطاعوهم.
(29) فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم: فإنه العالم بكنه الامر. إن كنا: أنه كنا.
عن عبادتكم لغافلين.
(30) هنالك: في ذلك المقام. تبلو كل نفس ما أسلفت: تختبر ما قدمت من عمل فتعاين نفعه وضره، وقرء تتلو أي تقرء من التلاوة أو تتبع من التلو. وردوا إلى الله موليهم الحق: ربهم الصادق ربوبيته، المتولي لأمرهم على الحقيقة، لا ما اتخذوه مولى.
وضل عنهم: وضاع عنهم. ما كانوا يفترون: يدعون أنهم شركاء الله وأنهم تشفع لهم.
(31) قل من يرزقكم من السماء والأرض جميعا بأسباب سماوية وأرضية.
أمن يملك السمع والأبصر: من يستطيع خلقهما وتسويتهما وحفظهما من الآفات مع كثرتها وسرعة انفعالهما من أدنى شئ. ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي: من يحيي ويميت. ومن يدبر الامر: ومن يلي تدبير أمر العالم. فسيقولون الله: إذ لا يقدرون على المكابرة والعناد في ذلك لفرط وضوحه. فقل أفلا تتقون: عقابه في عبادة غيره.
(32) فذلكم الله ربكم الحق: أي المتولي لهذه الأمور المستحق للعبادة: هو ربكم الثابت ربوبيته لأنه الذي أنشأكم وأحياكم ورزقكم ودبر أموركم. فماذا بعد الحق إلا الضلال: يعني: لا واسطة بينهما، فمن تخطى الحق وقع في الضلال. فأنى تصرفون:
عن الحق.
(33) كذلك حقت كلمت ربك: وحكمه. على الذين فسقوا: تمردوا في كفرهم وخرجوا عن الرشد. أنهم لا يؤمنون: بدل من الكلمة، أي حق عليهم انتفاء الايمان أو أريد بالكلمة العدة بالعذاب، وهذا تعليل له وقرئ كلمات.
(34) قل هل من شركائكم من يبدؤ الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون: جعل الإعادة كالإبداء في الالزام بها لظهور برهانها وإن لم
(٤٠١)
مفاتيح البحث: الصدق (1)، الضلال (2)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»
الفهرست