التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٨٧
فندمنا، فلما وافى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استقبلناه نهنيه بالسلامة، فسلمنا عليه، فلم يرد علينا السلام، فأعرض عنا، وسلمنا على إخواننا فلم يردوا علينا السلام، فبلغ ذلك أهلونا فقطعوا كلامنا، وكنا نحضر المسجد فلا يسلم علينا أحد ولا يكلمنا فجاءت نساؤنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلن: قد بلغنا سخطك على أزواجنا أفنعتزلهم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تعتزلنهم ولكن لا يقربوكن، فلما رآى كعب بن مالك وصاحباه ما قد حل بهم، قال: ما يقعدنا بالمدينة ولا يكلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا إخواننا ولا أهلونا فهلموا نخرج إلى هذا الجبل فلا نزال فيه حتى يتوب الله علينا أو نموت، فخرجوا إلى ذناب جبل بالمدينة فكانوا يصومون، وكان أهلوهم يأتونهم بالطعام فيضعونه ناحية، ثم يولون عنهم فلا يكلمونهم، فبقوا على هذه الحالة أياما كثيرة يبكون بالليل والنهار، ويدعون الله أن يغفر لهم، فلما طال عليهم الامر، قال لهم كعب: يا قوم قد سخط الله علينا، ورسوله قد سخط علينا وإخواننا سخطوا علينا، وأهلونا سخطوا علينا، فلا يكلمنا أحد فلم لا يسخط بعضنا على بعض، فتفرقوا في الليل وحلفوا أن لا يكلم أحد منهم صاحبه حتى يموت أو يتوب الله عليه فبقوا على هذه ثلاثة أيام كل منهم في ناحية من الجبل لا يرى أحد منهم صاحبه ولا يكلمه.
فلما كان في الليلة الثالثة، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة نزلت توبتهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت) حيث لم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا إخوانهم، ولا أهلوهم، فضاقت المدينة عليهم حتى خرجوا منها، وضاقت عليهم أنفسهم حيث حلفوا أن لا يكلم بعضهم بعضا فتفرقوا وتاب الله عليهم لما عرف صدق نياتهم.
(119) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين:
في الكافي: عن الباقر عليه السلام إيانا عنى. وعن الرضا عليه السلام الصادقون: هم الأئمة عليهم السلام والصديقون بطاعتهم.
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست