كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تاب الله منه إنما تاب الله به على أمته.
الذين اتبعوه في ساعة العسرة (1).
القمي: في قصة تبوك هم أبو ذر، وأبو خيثمة، وعميرة بن وهب الذين تخلفوه ثم لحقوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوم من أهل ثبات وبصاير لم يكن يلحقهم شك ولا ارتياب، ولكنهم قالوا: نلحق برسول الله، منهم أبو خيثمة (2) وكان قويا وكان له زوجتان وعريشان فكانتا زوجتاه قد رشتا (3) عريشته (4)، قال: لا والله ما هذا بإنصاف، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قد خرج في الضح (5) والريح وقد حمل السلاح يجاهد في سبيل الله، وأبو خيثمة قوي قاعد في عريشه وامرأتين حسناوين، لا والله ما هذا بإنصاف ثم أخذ ناقته فشد عليها رحله فلحق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونظر الناس إلى راكب على الطريق فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كن أبا خيثمة فكان أبا خيثمة، أقبل فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما كان فجزاه خيرا ودعا له، وكان أبو ذر تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام، وذلك أن جمله كان أعجف فلحق بعد ثلاثة أيام ووقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه، وحمل ثيابه على ظهره.
فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخص مقبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كن أبا ذر، فقالوا: هو أبو ذر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم