التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٣٣
غفور رحيم: يتجاوز عنهم ويتفضل عليهم.
روي أن أناسا منهم جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسلموا، وقالوا: يا رسول الله أنت خير الناس وأبرهم، وقد سبي أهلونا وأولادنا وأخذت أموالنا، وقد سبي يومئذ ستة آلاف نفس واخذ من الإبل والغنم ما لا يحصى، فقال: اختاروا إما سباياكم وإما أموالكم، فقالوا: ما كنا نعدل الأحساب شيئا، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: إن هؤلاء جاؤوا مسلمين وإنا خيرناهم بين الذراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب شيئا فمن كان بيده سبي وطابت نفسه أن يرده فشأنه ومن لا فليعطنا وليكن قرضا علينا حتى نصيب شيئا فلنعطيه مكانه، فقالوا: رضينا وسلمنا، فقال: إني لا أدري لعل فيكم من لا يرضى، فمروا عرفائكم فليرفعوا إلينا فرفعوا أنهم قد رضوا.
(28) يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس: لخبث باطنهم. فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة: فقرا بسبب منعهم من الحرم وانقطاع ما كان لكم من قدومهم من المكاسب والمنافع. فسوف يغنيكم الله من فضله: من عطائه وتفضله على وجه آخر. إن شاء: قيل: قيده بالمشيئة لينقطع الآمال إلى الله تعالى ولنبيه على أنه متفضل في ذلك، وأن الغنى الموعود يكون لبعض دون بعض، وفي عام دون عام، وقد أنجز وعده بأن أرسل السماء عليهم مدرارا، ووفق طائفة من أهل اليمن للإسلام فحملوا الطعام إلى مكة، ثم فتح عليهم البلاد والغنائم وتوجه إليهم الناس من أقطار الأرض. إن الله عليم: بأحوالكم. حكيم: فيما يعطي ويمنع.
(29) قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر: يعني لا يؤمنون بهما على ما ينبغي فإن إيمانهم كلا إيمان. ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله: ما ثبت تحريمة بالكتاب والسنة. ولا يدينون دين الحق: الثابت الذي هو ناسخ سائر الأديان ومبطلها.
من الذين أوتوا الكتاب: بيان للذين لا يؤمنون. حتى يعطوا الجزية: ما يقرر عليهم أن يعطوه، من جزى دينه، إذا قضاه. عن يد: مواتية غير ممتنعة. وهم صاغرون: أذلاء، يعني يؤخذ منهم على الصغار والذل.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست