التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٠٩
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما الريح الأولى: ففيها جبرئيل مع ألف من الملائكة، والثانية: فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة، والثالثة: فيها إسرافيل مع ألف من الملائكة، وقد سلموا عليك، وهم مدد لنا وهم الذين رآهم إبليس فنكص على عقبيه يمشي القهقرى حين يقول: (إني أرى ما لا ترون) الآية.
(49) إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض: الشاكون في الإسلام. غر هؤلاء دينهم: يعني المسلمين، أي اغتروا بدينهم حتى تعرضوا مع قلتهم لقتال جم غفير.
ومن يتوكل على الله: جواب لهم. فإن الله عزيز: غالب ينصر الضعيف على القوي، والقليل على الكثير. حكيم: يفعل بحكمته البالغة ما يستبعده العقل، ويعجز عن إدراكه، وقد مضى لهذه الآية وما بعدها بيان في قصة بدر.
(50) ولو ترى: ولو رأيت وشاهدت، فإن (لو) تجعل المضارع ماضيا عكس إن إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة: ببدر، وقد قرئ تتوفى بالتاء. يضربون وجوههم: ما أقبل منهم. وأدبارهم: وما أدبر.
العياشي: مرفوعا إنما أراد واستاههم ان الله كريم يكنى. وذوقوا عذاب الحريق:
ويقولون: ذوقوا عذاب الآخرة، وقيل: كانت معهم مقامع من حديد كلما ضربوا التهبت النار منها.
وفي المجمع: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلا قال له: إني حملت على رجل من المشركين فذهبت لأضربه فبدر رأسه، فقال: سبقك إليه الملائكة.
(51) ذلك بما قدمت أيديكم بسبب ما كسبت أيديكم من الكفر والمعاصي.
وأن الله (1) ليس بظلام للعبيد: بأن الله يعذب الكفار بالعدل، لأنه لا يظلم عباده في عقوبتهم، و (ظلام) للمتكثر لأجل العبيد.
(52) كدأب آل فرعون: أي دأب هؤلاء مثل دأب آل فرعون، ودأبهم: وعادتهم،

1 - وفي هذا دلالة واضحة على بطلان مذهب المجبرة في أنه يخلق الكفر ثم يعذب عليه وأنه يجوز أن يعذب من غير ذنب وأن يأخذ بذنب غيره لان هذا غاية الظلم وقد بالغ عز اسمه في نفي الظلم عن نفسه بقوله ليس بظلام لعبيد.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»
الفهرست