التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣١١
هم الذين كفروا في بطن القرآن.
(56) الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة: قيل: هم يهود بني قريظة عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن لا يمالئوا عليه عدوا فنكثوا، بأن أعانوا مشركي مكة بالسلاح، وقالوا: نسينا، ثم عاهدهم فنكثوا، ومالئوا عليه الأحزاب يوم الخندق.
والقمي: هم أصحابه الذين فروا يوم أحد. وهم لا يتقون: لا يخافون عاقبة الغدر ولا يبالون ما فيه من العار والنار.
(57) فإما تثقفنهم: تصادفنهم وتظفر بهم. في الحرب فشرد بهم: ففرق عن محاربتك ونكل عنها بقتلهم والنكاية فيهم. من خلفهم: من وراء من الكفرة، والتشريد:
تفريق على اضطراب. لعلهم يذكرون: يتعظون.
(58) وإما تخافن من قوم معاهدين. خيانة: نقض عهد بإمارات تلوح لك.
فأنبذ إليهم: فاطرح إليهم عهدهم. على سواء: على طريق مقتصد مستو في العداوة وذلك بأن تخبرهم بنقض العهد إخبارا ظاهرا مكشوفا يتبين لهم أنك قطعت ما بينك وبينهم ولا تبدأهم بالقتال، وهم على توهم العهد، فيكون ذلك خيانة. إن الله لا يحب الخائنين: فلا تخنهم بأن تناجزهم القتال من غير إعلامهم بالنبذ.
القمي: نزلت في معاوية لما خان أمير المؤمنين عليه السلام.
(59) ولا يحسبن الذين كفروا: وقرئ بالياء. سبقوا: فأتوا من أن يظفر بهم. إنهم لا يعجزون: لا يفوتون ولا يجدون طالبهم عاجزا من إدراكهم، وقرئ بالفتح بمعنى أنهم.
(60) وأعدوا: أيها المؤمنون. لهم: للكفار. ما استطعتم من قوة: من كل ما يتقوى به في الحرب.
في الكافي، والعياشي: مرفوعا والعامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن القوة: الرمي.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست