التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٣٠٥
من أنفسهم) وهو أب لهم، فلما جعله الله أبا للمؤمنين لزمهم ما يلزم الوالد للولد، فقال عند ذلك: من ترك مالا فلورثته، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي فلزم الأمام ما لزم الرسول صلى الله عليه وآله، فلذلك صار له من الخمس ثلاثة أسهم. إن كنتم آمنتم بالله:
متعلق بمحذوف، يعني إن كنتم آمنتم بالله فاعلموا أن الخمس من الغنيمة يجب التقرب به، فاقطعوا عنه أطماعكم واقتنعوا بالأخماس الأربعة. وما أنزلنا: على عبدنا:
محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الآيات، والملائكة، والنصر. يوم الفرقان: يوم بدر فإنه فرق فيه بين الحق والباطل. يوم التقى (1) الجمعان: المسلمون والكفار. في الخصال في حديث الأغسال عن الباقر عليه السلام: ليلة التقى الجمعان:
ليلة بدر. والله على كل شئ قدير: فيقدر على نصر القليل على الكثير، والأمداد بالملائكة.
(42) إذ أنتم بالعدوة الدنيا: من المدينة بدل من يوم الفرقان، والعدوة - مثلثة -:
شط الوادي. وهم بالعدوة القصوى: البعدى من المدينة، تأنيث الأقصى.
القمي: يعني قريشا حيث نزلوا بالعدوة اليمانية، ورسول الله صلى الله عليه وآله نزل بالعدوة الشامية، وقرئ العدوة بكسر العين والركب:
القمي: يعني العير التي أفلتت.
والعياشي: عن الصادق عليه السلام يعني أبا سفيان وأصحابه.
أقول: والتفسيران متحدان، فإن أبا سفيان كان مع العير. أسفل منكم: في مكان أسفل من مكانكم يقودون العير بالساحل، والفائدة في ذكر هذا المواطن الأخبار من الحالة الدالة على قوة المشركين وضعف المسلمين وإن غلبتهم على مثل هذه الحالة أمر إلهي لا يتيسر إلا بحوله وقوته، وذلك أن العدوة القصوى كان فيها الماء، ولا ماء بالعدوة الدنيا، وكانت رخوة تسوخ فيها الأرجل، وكانت العير وراء ظهورهم مع كثرة

1 - العياشي عن الباقر عليه السلام في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقي الجمعان قيل ما معنى يلتقي الجمعان قال يجمع فيها ما يريد من تقديمه وتأخيره على إرادته وقضائه منه رحمه الله).
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست