وفي الأمالي: عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث واعلموا يا عباد الله أن المتقين حازوا عاجل الخير وآجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم أباحهم الله في الدنيا ما كفاهم به وأغناهم، قال الله: (قل من حرم زينة الله الآية، سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أكلت. شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون، وشربوا من طيبات ما يشربون، ولبسوا من أفضل ما يلبسون، وسكنوا من أفضل ما يسكنون، وتزوجوا من أفضل ما يتزوجون، وركبوا من أفضل ما يركبون، وأصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا، وهم غدا جيران الله يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون، لا ترد لهم دعوة، ولا ينقص لهم نصيب من اللذة فإلى هذا يا عباد الله يشتاق إليه من كان له عقل. كذ لك نفصل الآيات لقوم يعلمون: أي كتفصيلنا هذا الحكم نفصل سائر الأحكام لهم.
(33) قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون.
في الكافي، والعياشي: عن الكاظم عليه السلام فأما قوله: (ما ظهر منها) يعني الزنا المعلن، ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر الفواحش في الجاهلية، وأما قوله عز وجل: (وما بطن) يعني ما نكح من أزواج الآباء لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وآله إذا كان للرجل زوجة ومات عنها تزوجها ابنه من بعده إذا لم تكن أمه فحرم الله عز وجل ذلك، وأما (الإثم) فإنها الخمر بعينها، وقد قال الله عز وجل في موضع آخر: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس) فأما الإثم في كتاب الله: فهي الخمر والميسر، وإثمهما كبير.
وزاد العياشي بعد قوله: (والميسر) أخيرا فهي النرد، قال: (وإثمهما كبير) وأما قوله:
(والبغي) فهي الزنا سرا.
أقول: وربما يعمم الفواحش لكل ما تزايد قبحه ما علن منها، وما خفي، ويعمم الإثم لكل ذنب، ويفسر البغي بالظلم والكبر ويجعل بغير الحق تأكيدا، وما لم ينزل