التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٧١
بالكسر على الاستيناف وبالفتح والتخفيف، وصراطي: بفتح الياء وبالسين. فاتبعوه ولا تتبعوا السبل: الأديان المختلفة المنشعبة على الأهوية المتباينة. فتفرق بكم: فتفرقكم وتزيلكم. عن سبيله: الذي هو اتباع الوحي واقتفاء البرهان. ذلكم: الأتباع. وصكم به لعلكم تتقون: الضلال، والتفرق عن الحق.
في روضة الواعظين: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية، سألت الله أن يجعلها لعلي عليه السلام ففعل.
وفي الاحتجاج: عنه عليه السلام في خطبة الغدير معاشر الناس: إن الله قد أمرني ونهاني، وقد أمرت عليا ونهيته فعلم الأمر والنهي من ربه، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوه تهتدوا، وانتهوا نهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده، ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله.
معاشر الناس: أنا الصراط المستقيم الذي أمركم باتباعه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه: (أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون).
والعياشي: عن الباقر عليه السلام إنه قال لبريد العجلي: تدري ما يعني ب‍ (صراطي مستقيما)؟ قال: قلت لا، قال: ولاية علي والأوصياء عليهم السلام، قال: وتدري ما يعني (فاتبعوه)؟ قال: قلت: لا، قال: يعني علي بن أبي طالب، قال: وتدري ما يعني (ولا تتبعوا السبل)؟ قال: قلت: لا، قال: ولاية فلان وفلان والله، قال: وتدري ما يعني: (فتفرق بكم عن سبيله) قال: قلت: لا، قال: يعني سبيل علي عليه السلام.
(154) ثم آتينا موسى الكتاب: عطف على وصاكم، و (ثم) للتراخي في الأخبار أو للتفاوت في الرتبة كأنه قيل: (ذلكم وصاكم به) قديما وحديثا، ثم أعظم من ذلك إنا آتينا موسى الكتاب. تماما: للكرامة والنعمة. على الذي أحسن: على من أحسن القيام به.
وتفصيلا لكل شئ: وبيانا مفصلا لكل ما يحتاج إليه في الدين. وهدى ورحمة لعلهم:
لعل بني إسرائيل. بلقاء ربهم يؤمنون: بلقائه للجزاء.
(155) وهذا كتاب: يعني القرآن. أنزلناه مبارك: كثير النفع. فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون: باتباعه والعمل بما فيه.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست