التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٦٨
والغنم حرمنا عليهم شحومهما: الثروب وشحوم الكلى. إلا ما حملت ظهورهما: أي ما علقت بظهورهما. أو الحوايا (1) أو ما اشتمل على الأمعاء أو ما اختلط بعظم: وهو شحم الألية فإنه متصل بالعصعص (2) ذلك جزيناهم ببغيهم: بسبب ظلمهم. وإنا لصادقون: في الأخبار والوعد والوعيد.
(147) فإن كذبوك: فيما تقول. فقل ربكم ذو رحمة واسعة: لا يعجل بالعقوبة فلا تغتروا بإمهاله فإنه لا يمهل إذا جاء وقته. ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين: حين ينزل.
(148) سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك حذر الذين من قبلهم أي مثل هذا التكذيب لك في أن الله منع من الشرك ولم يحرم ما حرموه (كذب الذين من قبلهم الرسل). حتى ذاقوا بأسنا: الذي أنزلنا عليهم بتكذيبهم. قل هل عندكم من علم: من أمر معلوم يصح الاحتجاج به على ما زعمتم. فتخرجوه لنا: فتظهروه لنا. إن تتبعون إلا الظن: ما تتبعون في ذلك إلا الظن.
وإن أنتم إلا تخرصون: تكذبون على الله تعالى.
(149) قل فلله الحجة البالغة (3): البينة الواضحة التي بلغت غاية المتانة، والقوة على الأثبات. فلو شاء لهديكم أجمعين: بالتوفيق لها والحمل عليها.
القمي قال: لو شاء لجعلكم كلكم على أمر واحد، ولكن جعلكم على الاختلاف.
وفي الكافي: عن الكاظم عليه السلام أن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة، وحجة باطنة، فأما الظاهرة: فالرسل والأنبياء والأئمة، أما الباطنة: فالعقول. وعن الباقر عليه

١ - الحوية كغنية استدارة كل شئ كالتحوي وما تحوى من الأمعاء كالحاوية والحاوياء ج حوايا.
٢ - العصعص بضم عينيه عظم الذنب وهو عظم يقال له أول ما يخلق وآخر ما يبلى.
٣ - الحجة البالغة التي تبلغ الجاهل آه لعل المقصود انها ما تساوي في معرفتها الجاهل والعالم وان افترقا في أن العالم يعرفها بحقيقة الايمان والجاهل بالالزام والغلبة عليه والاعجاز والاذلال وان أنكرها في قلبه بمعنى حسده عليه وعدم رضاه وتسليمه لها مثل معرفة إبليس بالمعارف الحقة فان الحسد والجحود والعداوة والكبر يمنعه عن الرضاء بها وتسليمه لها.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست