التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٧٤
على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فينكت هذا كافر حقا، حتى أن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر، وأن الكافر لينادي طوبى لك يا مؤمن وددت أني كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين (1) بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع (ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) ثم فسر صعصعة راوي هذا الحديث طلوع الشمس من مغربها بخروج القائم عليه السلام قل انتظروا (2) إنا منتظرون: وعيد لهم وتهديد، أي انتظروا إتيان أحد الثلاثة إنا منتظرون له، وحينئذ لنا الفوز ولكم الويل.
(159) إن الذين فرقوا دينهم: بددوه (3) فآمنوا ببعض وكفروا ببعض وافترقوا فيه، وقرئ فارقوا أي باينوا، ونسبها في المجمع: إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
والعياشي: عن الصادق عليه السلام قال: كان علي عليه السلام يقرؤها فارقوا دينهم، قال: فارق والله القوم. وكانوا شيعا: فرقا يشيع كل فرقة إماما.
في المجمع: عن الباقر عليه السلام إنهم أهل الضلال وأصحاب الشبهات والبدع من هذه الأمة.
والقمي: قال: فارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وصاروا أحزابا.
وعن الصادق عليه السلام في هذه الآية: فارق القوم والله دينهم.
وفي الحديث النبوي: ستفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي التي تتبع وصيي عليا لست منهم في شئ: قيل: أي من السؤال عنهم وعن

1 - الخافقان جانبا الجو من المشرق إلى المغرب والخافقان السماء والأرض.
2 - قوله تعالى قل انتظروا أي اتيان الملائكة ووقوع هذه الآيات انا منتظرون بكم وقوعها في هذه الآية حث على المسارعة إلى الايمان والطاعة قبل الحال التي لا يقبل فيها التوبة وفيها أيضا حجة على من يقول إن الايمان اسم لأداء الواجبات أو للطاعات فإنه سبحانه قد صرح فيها بان اكتساب الخبرات غير الايمان المجرد لعطفه سبحانه كسب الخيرات وهي الطاعات في الايمان على الايمان فكأنه قال لا ينفع نفسا لم تؤمن قبل ذلك اليوم وكذا لا ينفع نفسا لم تكن كاسبة خيرا في ايمانها قبل ذلك كسبها الخيرات ذلك اليوم.
3 - بددت الشئ بدا من باب قتل فرقته واستعمل مبالغة وتكثيرا وبدد الله عظامه يوم القيامة فرقها.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست