وتنسبونه إلى قريش لتبينن ذلك أو لأملأن سيفي منكم فداروه فقالوا له ارجع رحمك الله فإنك برئ من ذلك فمشى بنو أبيرق إلى رجل من رهطهم يقال له أسيد بن عروة وكان منطيقا بليغا فمشى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله ان قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت منا أهل شرف وحسب ونسب فرماهم بالسرق وأتاهم بما ليس فيهم فاغتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ذلك وجاء إليه قتادة فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له عمدت إلى أهل بيت شرف وحسب ونسب فرميتهم بالسرقة فعاتبه عتابا شديدا فاغتم قتادة من ذلك ورجع إلى عمه وقال يا ليتني مت ولم أكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كلمني بما كرهته فقال عمه: الله المستعان فأنزل الله في ذلك على نبيه إنا أنزلنا إليك الكتاب (الآيات).
وفي المجمع ما يقرب منه قال وكان بشير يكنى أبا طعمة وكان يقول الشعر ويهجو به أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يقول قاله فلان.
وفي الجوامع يروى أن أبا طعمة بن أبيرق سرق درعا من جار له اسمه قتادة بن النعمان وخباها عند رجل من اليهود فأخذ الدرع من منزل اليهودي فقال دفعها إلي أبو طعمة فجاء بنو أبيرق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلموا أن يجادلوا عن صاحبهم وقالوا أن لم تفعل هلك وافتضح وبرئ اليهودي فهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يفل وأن يعاقب اليهودي فنزلت وفي معناه ما روته العامة مع زيادات.
(107) ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم جعل المعصية خيانة لها كما جعلت ظلما عليها لأن وبالها يعود عليها إن الله لا يحب من كان خوانا مبالغا في الخيانة مصرا عليها أثيما منهمكا فيه.
(108) يستخفون من الناس يستترون منهم حياء وخوفا ولا يستخفون من الله ولا يستحيون منه وهو أحق بأن يستحيى منه ويخاف وهو معهم إذ يبيتون يدبرون ويزورون بالليل ما لا يرضى من القول من رمي البرئ.