التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٨٧
(259) أو كالذي مر على قرية هو أرميا النبي وقيل عزير النبي وتأتي الأخبار في ذلك وهي خاوية على عروشها ساقطة حيطانها على سقوفها قال أنى يحي كيف يحيي أو متى يحيي هذه الله بعد موتها اعترافا بالعجز عن معرفة طريق الاحياء واستعظاما لقدرة المحيي أراد أن يعاين أحياء الموتى ليزداد بصيرة فأماته الله ماءة عام ثم بعثه أحياه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت ماءة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه لم يتغير بمرور السنين وقرئ بحذف الهاء في الوصل وانظر إلى حمارك كيف تفرقت عظامه ونخرت وتفتتت ولنجعلك آية للناس) أي وفعلنا ذلك لنجعلك آية وانظر إلى العظام يعني عظامك كيف ننشزها كيف نرفع بعضها على بعض للتركيب وقرئ ننشرها بالراء من انشر الله الموتى إذا أحياهم وننشرها بالفتح والراء من نشر بمعنى انشر ثم نكسوها لحما من هاهنا وهاهنا كما يأتي فلما تبين له ما تبين قال أعلم أن الله على كل شئ قدير وقرئ اعلم على الأمر.
القمي عن الصادق (عليه السلام) قال لما عملت بنو إسرائيل بالمعاصي وعتوا عن أمر ربهم أراد الله أن يسلط عليهم من يذلهم ويقتلهم فأوحى الله إلى ارميا يا ارميا ما بلد انتخبته من بين البلدان وغرست فيه من كريم الشجر فاخلف فأنبت خروبا (1) فأخبر ارميا أحبار بني إسرائيل فقالوا له راجع ربك ليخبرنا ما معنى هذا المثل فصام ارميا سبعا فأوحى الله إليه يا ارميا اما البلد فبيت المقدس واما ما انبت فيها فبنو إسرائيل الذين أسكنتهم فيها فعملوا بالمعاصي وغيروا ديني وبدلوا نعمتي كفرا فبي حلفت لأمتحنهم بفتنة يظل الحكيم فيها حيرانا ولأسلطن عليهم شر عبادي ولادة شرهم طعاما فليسلطن عليهم بالجبرية فيقتل مقاتليهم ويسبي حريمهم ويخرب بيوتهم التي يعيرون بها ويلقي حجرهم الذي يفتخرون به على الناس في المزابل ماءة سنة فأخبر ارميا أحبار بني إسرائيل فقالوا له راجع ربك فقل له ما ذنب الفقراء والمساكين والضعفاء فصام ارميا ثم أكل أكلة فلم يوح إليه شئ ثم صام سبعا فلم يوح إليه شئ ثم صام سبعا فأوحى الله إليه يا ارميا لتكفن عن هذا أو لأردن وجهك إلى قفاك قال ثم

(1) يقال خروب كتنور شجرة برية ذات شوك (منه).
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413