فأما في القيامة فانا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء لنكونن على الأعراف بين الجنة والنار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبون من آلهم (ع) فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات فمن كان منهم مقصرا وفي بعض شدائدها فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظرائهم في العصر الذي يليهم ثم في كل عصر إلى يوم القيامة فينقضون عليهم كالبزاة والصقور ويتناولونهم كما يتناول البزاة والصقور صيدها فيزفونهم إلى الجنة زفا وانا لنبعث على آخرين من محبينا خيار شيعتنا كالحمام فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطير الحب وينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا وسيؤتى بالواحد من مقصري شيعتنا في أعماله بعد أن حاز الولاية والتقية وحقوق إخوانه ويوقف بإزائه ما بين ماءة وأكثر من ذلك إلى ماءة ألف من النصاب فيقال له هؤلاء فداؤك من النار فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة وأولئك النصاب النار وذلك ما قال الله عز وجل * (ربما يود الذين كفروا) * يعني بالولاية لو كانوا مسلمين في الدنيا منقادين للإمامة ليجعل مخالفوهم من النار فداؤهم.
(49) وإذ نجيناكم واذكروا إذ أنجينا أسلافكم.
أقول: هذا تفصيل لما أجمله في قوله واذكروا نعمتي من آل فرعون وهم الذين كانوا يدنون إليه بقرابته بدينه ومذهبه يسومونكم كانوا يعذبونكم.
أقول: يعني يكلفونكم العذاب من سامة الأمر كلفه إياه وأكثر ما يستعمل في العذاب والشر. سوء العذاب شدة العذاب وكان من عذابهم الشديد أنه كان فرعون يكلفهم عمل البناء والطين ويخاف أن يهربوا عن العمل فأمر بتقييدهم وكانوا ينقلون ذلك الطين على السلاليم إلى السطوح فربما سقط الواحد منهم فمات أو زمن ولا يحفلون بهم إلى أن أوحى الله إلى موسى (عليه السلام) قل لهم لا يبتدئون عملا إلا بالصلاة على محمد وآله الطيبين فيخفف عليهم فكانوا يفعلون ذلك فيخفف عليهم يذبحون أبناءكم وذلك لما قيل لفرعون أنه يولد في بني إسرائيل مولود يكون على يده هلاكك وزوال ملكك فأمر بذبح أبنائهم ويستحيون نساءكم يبقونهن ويتخذونهن إماء ثم قال ما ملخصه إنه: ربما يسلم أبناءهم من الذبح وينشئون في محل غامض بصلاتهم على محمد وآله الطيبين وكذلك نساؤهم يسلمن من الافتراش بصلواتهم عليه وآله وفي ذ لكم وفي ذلك الإنجاء منهم بلاء نعمة من ربكم عظيم كبير قال الله