قوله تعالى (قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين) قال فيه (هذا كلام حكيم جامع لا يزاد عليه، لأنه إذا اجتمعت القوة والأمانة في القائم بأمرك فقد فرغ بالك وقد استغنت بإرسال هذا الكلام الذي ساقته سياق المثل والحكمة عن أن تقول فإنه قوى أمين) قال أحمد: وهو أيضا أجمل في مدح النساء للرجال من المدح الخاص وأبقى للحشمة، وخصوصا إن كانت فهمت أن غرض أبيها عليه السلام أن يزوجها منه، وما أحسن ما أخذ الفاروق رضى الله تعالى عنه هذا المعنى فقال: أشكو إلى الله ضعف الأمين وخيانة القوى ففي مضمون هذه الشكاية سؤال الله تعالى أن يتحفه بمن جمع الوصفين فكان قويا أمينا يستعين به على ما كان بصاده رضي الله عنه، وهذا الإبهام من ابنة شعيب صلوات الله عليه وسلامه قد سلكته زليخا مع يوسف عليه السلام، ولكن شتان ما بين الحياء المجبول والمستعمل * ليس التكحل في العينين كالكحل * حيث قال لسيدها - ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم - وهى تعنى ما جزاء يوسف بما أرادني من السوء إلا تسجنه أو تعذبه عذابا أليما، ولكنها أو همت زوجها الحياء والخفر أن تنطق بالعصمة منسوبا إليها الخنا إيذانا بأن هذا الحياء منها الذي يمنعها أن تنطق بهذا الأمر يمنعها من مراودة يوسف بطريق الأحرى والأولى، والله أعلم.
قوله تعالى (على أن تأجرني ثماني حجج) (نقل من ذهب أبي حنيفة منع النكاح على مثل خدمته بعينه وجوازه