الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ١٢٩
قد يعتذرون بأنه لا يفهمهم ما استغلق على أفهامهم من معانيه فقد أزاح أعذارهم ودحض حججهم وسلكه في قلوبهم ومكنهم من فهمه أشد التمكين، ولكن لم يوفقهم بل قدر عليهم أنهم لا يؤمنون) قال أحمد: يعنى بقوله قدر عليهم أنهم لا يؤمنون علم أنهم لا يؤمنون، لأن التقدير عنده العلم، والحق أنه الله تعالى أراد منهم أنهم لا يؤمنون، وهذا تقرير لجواب عن سؤال مقدر وهو أن يقال قلوبهم أنهم لا يؤمنون نائية عن قبول الحق لا يلجها بوجه ولا بسبب فكيف يسلك الحق فيها؟ فيجاب عنه بهذا الجواب، والله أعلم.
قوله تعالى (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين) قال (إن قلت: كيف أسند السلك بصفة التكذيب إلى ذاته، قلت: المراد الدلالة على تمكنه مكذبا في قلوبهم أشد التمكن فجعله بمنزلة أمر قد جبلوا عليه، بدليل أنه أسند إليهم ترك الإيمان به على عقبه في قوله لا يؤمنون به) قال أحمد: وما ينقم من بقائه على ظاهره إلا أنه التوحيد المحض
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 124 125 126 128 129 130 134 135 136 137 ... » »»