الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ١٣٥
قوله تعالى (وهم بالآخرة هم يوقنون) قال: فيه كرر الضمير حتى صار معنى الكلام ولا يوقن بالآخرة حق الإيقان إلا هؤلاء الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح لأن خوف الآخرة يحملهم على تحمل المشاق) قال أحمد:
قد تقدم في غير موضع اعتقاد أن إيقاع الضمير مبتدأ يفيد الحصر كما مر له في قوله تعالى - هم ينشرون - أن معناه:
لا ينشر إلاهم، وعد الضمير من آلات الحصر كما مر ليس ببين، وقد بينا لمجئ الضمير في سورة اقترب وجها سوى الحصر، وأما وجه تكراره ههنا والله أعلم فهو أنه لما كان أصل الكلام وهم يوقنون بالآخرة ثم قدم المجرور على عامله عناية به فوقع فاصلا بين المبتدأ والخبر، فأريد أن بلى المبتدأ خبره، وقد حال المجرور بينهما فطرى ذكره ليليه الخبر ولم يفت مقصود العناية بالمجرور حيث بقى على حاله مقدما، ولا يستنكر أن تعاد الكلمة مفصولة له وحدها بعد ما يوجب التطرية، فأقرب منها أن الشاعر قال:
سل ذو عجل ذا وألحقنا بذال * الشحم أنا قد مللناه بخل
(١٣٥)
مفاتيح البحث: الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 128 129 130 134 135 136 137 139 141 145 ... » »»