الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٥٢٢
عن العزيز يخاطب زليخا - إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم - فخاطبها وخاطب أمتها والمقصودة هي، وقد عاد إلى خطابها خصوصا بقوله - واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين - ولكن وجه الرد على من زعم أن المراد عبد الرحمن ما ذكره الزمخشري ثانيا فقال: إن الذين حق عليهم القول هم المخلدون في النار في علم الله تعالى، وعبد الرحمن كان من أفاضل المسلمين وسرواتهم، ونقل أن معاوية كتب إلى مروان بأن يبايع الناس ليزيد، فقال عبد الرحمن: لقد جئتم بها هرقلية أتبايعون لأبنائكم؟ فقال مروان: أيها الناس إن هذا هو الذي قال الله فيه - والذي قال لوالديه - الآية: فسمعت عائشة فغضبت وقالت: والله ما هو به، ولو شئت أن أسميه لسميته، ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه، فأنت فضض من لعنة الله اه‍ كلامه. قلت: وفى هذه الآية رد على من زعم أن المفرد الجنسي لا يعم لأنه لا يعامل معاملة الجمع لا في الصفة ولا في الخبر. فلا يجوز أن تقول الدينار الصفر خير من الدرهم البيض، وهذا مردود بأن خبر الذي الواقع جنسا جاء على نعت خبر المجموع كما رأيت، والله أعلم.
(٥٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 517 518 519 520 521 522 523 525 526 527 529 ... » »»