الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٩٢
الإيمان الخ) قال أحمد: تقدم في غير موضع أن لعل حيثما وردت في سياق كلام الله تعالى فالمراد صرف الرجاء إلى الخلوقين: أي ليكونوا بحيث يرجى منهم ذلك هذا هو الحق وعليه تأول سيبويه ما ورد، وأما الزمخشري فيحمل لعل على الإرادة لأنه لا يتحاشى من اعتقاد أن الله يريد شيئا ويريد العبد خلافه فيقع مراد العبد ولا يقع مراد الرب، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا فما أشنعها زلة وأبشعها خلة، ولقد أساء الأدب في هذا الموضع حتى أنه لولا تعين الرد عليه لما جرى القلم بنقل ما هذى به وما اهتدى، وقد جرى على سنن أوائله في جعل حقيقة الأمر هو الإرادة، وأضاف إلى ذلك اعتقاد أن العبد يوجد فعله ويخلقه، وأن مراد العبد يقع ومراد الرب لا يقع، فهذه ظلمات ثلاث بعضها فوق بعض، نعوذ بالله من هذه الغواية - ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا -.
(٤٩٢)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 498 499 504 505 506 ... » »»