الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٤٨٧
قوله تعالى (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم) الآية، قال فيه (معناه:
لولا كراهية أن يجتمعوا على الكفر لجعلنا للكفرة سقوفا من فضة: أي لو سعنا عليهم الدنيا لحقارتها عندنا انتهى كلامه) قال أحمد: لولا هنا أخت لولا في قوله - ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم - الآية، فلك أن تصحح الكلام بتقدير كراهة ذلك بأن لا تقدر محذوفا كما قدمته، فيكون وجه الكلام ههنا أن إجماعهم على الكفر مانع من بسط الدنيا، وهذا هو معنى لولا المطرد أن ما بعدها أبدا مانع من جوابها، ولكن قد يكون المانع موجودا تحقيقا فيمتنع الجواب بلا إشكال كقوله تعالى - ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين - وهو الأكثر وقد يكون وجوده تقديرا معه، وعلى ذلك الآية. أي لو وجد بسط الدنيا للكافر مقدرا لوجد مانعه عندنا وهو الاجتماع على الكفر مقدرا معه وكل ما أدى وجوده إلى وجود مانعه لا يوجد. ثم قال: فحين لم يوسع على
(٤٨٧)
مفاتيح البحث: الخسران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»