الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٣٤٥
قوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) قال فيه: يعنى خلقكم وما تعملون من الأصنام كقوله - بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن - فإن قلت: كيف يكون الشئ الواحد مخلوقا لله تعالى معمولا لهم. وأجاب بأن هذا كما يقال عمل النجار الباب، فالمراد عمل شكله لا جوهره، وكذلك الأصنام جواهرها مخلوقة لله تعالى وأشكالها وصورها معمولة لهم. فإن قلت: ما منعك أن تكون ما مصدرية لا موصولة ويكون المعنى: والله خلقكم وعملكم كما يقول المجبرة؟ وأجاب بأن أقرب ما يبطل به هذا السؤال بعد بطلانه بالحجج العقلية أن معنى الآية يأباه، فإن الله تعالى احتج عليهم بأنه خلق العابد والمعبود فيكف يعبد المخلوق المخلوق، على أن العابد منهما هو الذي عمل صورة المعبود، قال: ولو قلت والله خلقكم وعملكم لم يكن للكلام طباق، وشئ آخر، وهو أن قوله وما تعملون شرحه في قوله: أتعبدون ما تنحتون، ولا مقال في أن ما هذه موصولة فالتفرقة بينهما تعسف وتعصب. قال: فإن قلت:
أجعلها موصولة ومعناها وما تعملونه من أعمالكم وحينئذ توافق الأولى في أنها موصولة فلا يلزمني التفرقة بينهما،
(٣٤٥)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 340 341 345 346 348 349 358 360 ... » »»