الله وجهه إلخ) قال أحمد: ولعل المعوض بهذه الآية عن تلك الهناة لاحظ التطبيق بين ذكر النهي عن البغي فيها وبين الحديث الوارد في أن المناصب لعلي باغ حيث يقول عليه الصلاة والسلام لعمار وكان من حزب علي " تقتلك الفئة الباغية " والله أعلم، فقتل مع علي في صفين.
قوله تعالى (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) قال (معناه على طريقة الإلجاء والقسر) فال أحمد: وهذا تفسير اعتزالي قد قدم أمثاله في أخوات هذه الآية، وغرضه الفرار من الحق المستفاد من تعليق المشيئة بلو الدالة على أن مشيئة الله تعالى لإيمان الخلق كلهم ما وقعت، وأنه إنما شاء منهم الافتراق والاختلاف، فإيمان وكفر وتصديق وتكذيب كما وقع منهم، ولو شاء شمولهم بالإيمان لوقع، فيصادم الزمخشري هذا النص ويقول: قد شاء جعلهم أمة واحدة حنيفة مسلمة ولكن لم يقع مراده، فإذا قيل له فعلام تحمل المشيئة في الآية قال: على مشيئة إيمانهم قسرا لا اختيارا وهذه المشيئة لم تقع اتفاقا. عاد كلامه، قال (ومما يدل على أن الله لم يبن الأمر على الإجبار وإنما بناه على الاختيار قوله تعالى - ولتسئلن عما كنتم تعملون - ولو كان هو المضطر للهداية والضلال لما أثبت لهم عملا يسئلون عنه) قال أحمد: أما أهل السنة الذين يسميهم المصنف مجبرة فهم من الإجبار بمعزل، لأنهم يثبتون للعبد