الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٣٦٦
قوله تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) قال (أي ليفقهوا عنه ما يدعوهم إليه فلا يكون لهم حجة إلخ) قال أحمد: جميع الفصل مرضى لكن في هذه الخاتمة نظر لأن فيها إشعارا بأن إعجاز القرآن من حيث اللغة العربية خاصة يتقاصر عن إعجازه لو قدر منزلا بكل لسان، حتى إنه لو نزل بجميع اللغات لبلغ من الوضوح إلى حد يكاد أن يكون إلجاء إلى الإيمان به، وهذا فيه نظر والقول به غير متعين، لأن المعجز يفيد العلم بصدق من ظهر على يده، ومتى حصل العلم لم يكن بين علم وعلم تفاوت ولا ترجيح، فلو نزل القرآن بجميع اللغات لكان العلم الحاصل منه وقد نزل بلغة واحدة هو العلم الحاصل منه لو نزل بالجميع، لا تفاوت ولا ترجح بين العلمين، هذا هو التحقيق والله أعلم. والزمخشري يبني في كثير من كلامه على أن العلوم تتفاوت وتنقسم إلى جلي وأجلى وهو من الحق بمعزل، وإنما ظن ذلك طائفة ظاهرية، والله الموفق.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 361 362 364 365 366 368 369 370 372 373 ... » »»