الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٢٦٧
قوله تعالى (يضل به كثيرا) الآية. قال محمود رحمه الله فإن قلت: كيف وصف المهديون بالكثرة الخ قال أحمد رحمه الله: جوابه صحيح وتنظيره بالبيت وهم، لأن الشاعر إنما ذهب إلى أن عدد الكرام وإن كان قليلا في نفسه فالواحد منهم لعموم نفعه وانبساط كرمه يقوم مقام ألف من جنسه مثلا، وعدد اللئام وإن كثروا فلأكثرون منهم يعدون بواحد من غيرهم لغل أيديهم وانقباضها عن الجود وعدم تعدى نفع منهم إلى غيرهم كقول أبن يزيد: الناس الف منهم كواحد * وواحد كألف إن أمر عرا وأما الآية فمضمونها أن عدد المهديين كثير في نفسه، ومضمون الآيات الأخر أن عددهم قليل بالنسبة إلى كثرة عدد الضالين فعبر عنه تارة بالكثرة نظرا إلى ذاته، وتارة بالقلة نظرا إلى غيره، فليس معنى البيت من الآية في شئ.
قال محمود رحمه الله (ونسبة الإضلال إلى الله تعالى من إسناد الفعل إلى السبب الخ) قال أحمد رحمه الله: جرى على سنة السببية في اعتقاد أن الإشراك بالله وأن الإضلال من جملة المخلوقات الخارجة عن عدد مخلوقاته عز وجل بل من مخلوقات العبد لنفسه على زعم هذه الطائفة، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وانظر إلى ضيق الخناق
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 263 264 265 266 267 268 270 272 273 274 ... » »»