الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٢٦٥
إذ يكون المراد أن الله لا يستحيى أن يضرب مثلا بالمحقرات فما البعوضة وما هو أحقر منها؟ وقد فرضنا أنها في أحد الوجهين نهاية في المحقرات وفى الوجه الآخر ليست نهاية بل النهاية في قوله (فما فوقها) أي دونها فإذا حمل ما بعد الاستفهام على النهاية في الوجهين جميعا لم ينتظم التنبيه المذكور بل ينعكس الغرض فيه إذ المقصود في مثل قولنا فلان لا يبالي بعطاء الألوف فما الدينار الواحد التنبيه على أن عطاء القليل منه محقق بعطائه الكثير بطريق الأولى ولا يتحقق في الآية على هذا التقدير أنه لا يستحيى من ضرب المثل بالمحقرات التي لا تبلغ النهاية فكيف يستحيى من ضرب المثل بما يبلغ النهاية في الحقارة كالبعوضة؟ هذا عكس لنظم الأولوية ولو كانت الآية مثلا واردة على غير هذا التكلم كقول القائل إن الله لا يستحيى أن يضرب مثلا بالبعوضة التي هي نهاية في الحقارة فما الأنعام
(٢٦٥)
مفاتيح البحث: الضرب (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 249 259 263 264 265 266 267 268 270 272 ... » »»