قوله تعالى (إن الله لا يستحيى) الآية قال محمود رحمه الله (إن قلت: كيف جاز وصف الله تعالى بالاستحيائية الخ) قال أحمد رحمه الله ولقائل أن يقول ما الذي دعاه إلى تأويل الآية مع أن الحياء الذي يخشى نسبة ظاهرة إلى الله تعالى مسلوب في الآية كقولنا الله ليس بجسم ولا بجوهر في معرض التنزيه والتقديس وأما تأويل الحديث فمستقيم لأن الحياء فيه ثبت لله تعالى وللزمخشري أن يجيب بأن السلب في مثل هذا إنما يطرأ على ما يمكن نسبته إلى المسلوب عنه إذ مفهوم نفى الاستحياء عنه في شئ خاص ثبوت الاستحياء في غيره فالحاجة داعية إلى تأويله لما أفضى إليه مفهومه وإنما يتوجه السؤال لو كان الاستحياء مسلوبا مطلقا كقولنا الله لا يحول ولا يزول فإن ذلك لا يثبت ومحال بل يقال هو مقدس منزه مطلقا.
(٢٦٣)