التي هي أبهى من البعوضة أو أبعد منها عن الحقارة بما لا يخفى، لكان تقرير الزمخشري متوجها، وما أراه والله أعلم إلا واهما في هذا الوجه، وما طولت النفس ووسعت العبارة في الاعتراض عليه إلا أنه محل ضيق ومعنى متعاص لا يخلص إلى الفهم بهذا المزيد من البسط وناهيك بموضع العكس على فهم الزمخشري بل مع تعود فهمه وإصابة نسجه خصوصا في تنسيق المعاني وتفصيلها، والله الموفق، وما تبجحه بالعثور على الوجه الذي ظن أن رؤبة ابن العجاج رعاه في قراءته فكلام ركيك توهم أن القراءة موكولة إلى رأى القارئ وتوجيهه لها ونصرته بالعربية وفصاحته في اللغة وليس الأمر كذلك بل القراءة على اختلاف وجوهها وبعد حروفها سنة تتبع وسماع يقضى بنقله الفصيح وغيره على حد سواء لا حيلة للفصيح في تعسر شئ منه عما سمعه عليه وما يصنع بفصاحته في القرآن الذي بدد كل فصاحة وعزل كل بلاغة فالصحيح والمعتقد أن كل قارئ معزول إلا عما سمعه فوعاه وتلقنه من الأفواه فأداه إلى أن ينتهى ذلك إلى استماع من أفصح من نطق بالضاد سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فتأمل هذا الفصل فإن فاهمه قليل.
(٢٦٦)