الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٢٧٢
قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها) الآية قال محمود رحمه الله (أي أسماء المسميات الخ) قال أحمد رحمه الله وهو يفر من اعتقاد أن الاسم هو المسمى لأن ذلك معتقد أهل السنة فيعمل الحيلة في إبعاده عن مقتضى الآية بقوله - أنبئهم بأسمائهم - ويتغافل عن قوله - ثم عرضهم على الملائكة فإن الضمير فيه عائد إلى المسميات اتفاقا ولم يجر إلا ذكر الأسماء فدل على أنها المسميات ويعرض أيضا عن حكمة التعليم وأن تعليقه بنفس الألفاظ لا كبير غرض فيه بل الغرض المهم تعليمه لذوات المسميات وإطلاعه على حقائقها وما أودع الله تعالى فيها من خواص وأسرار وعلى تسميتها أيضا فإن طريق التعليم يميز كل حقيقة باسمها فقد ثبت بهاتين النكتتين أن المراد بالأسماء المسميات هي الذوات لزمت إضافة الشئ إلى نفسه وهذا ما لا مطمع فيه فإن هذه الإضافة مثلها في قولك نفس زيد وحقيقته فالمراد إذا أنبئوني بحقائق هؤلاء ولا نكير في هذه الإضافة فإن الأسماء بمعنى المسميات والحقائق أعم من هؤلاء المشار إليهم والمضاف إليهم فصحت الإضافة لما بين الأعم والأخص من التغاير وهذا هو المصحح للإضافة في مثل نفس زيد وأشباهه فهذه نبذة من مسألة الاسم والمسمى تختص بهذه الآية وفيها إن شاء الله كفاية على أنها وإن عدها المتكلمون من فن الكلام فالغالب عليها أنها مسألة لفظية لا يرجع اختلاف الأشعرية والمعتزلة فيها إلى كبير من حيث الحقيقة.
(٢٧٢)
مفاتيح البحث: مدرسة المعتزلة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 270 272 273 274 275 276 278 ... » »»