الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٢٨٠
قوله تعالى (وإذ فرقنا بكم البحر) قال محمود رحمه الله (يحتمل أنهم كانوا يسلكون الخ) قال أحمد رحمه الله:
فتكون الباء على هذا الوجه للاستعانة مثلها في كتبت بالقلم.
قال محمود رحمه الله (ويحتمل أن يكون المراد فرقناه بسببكم) قال أحمد رحمه الله وهى على هذا الوجه سببية كما تقول أكرمتك بإحسانك إلى.
قال محمود رحمه الله (ويحتمل أن يكون في موضع الحال الخ) قال أحمد رحمه الله وهى على هذا الوجه للمصاحبة مثلها في أسندت ظهري بالحائط والوجه الأول ضعيف من حيث أن مقتضاه أن تفريق البحر وقع ببنى إسرائيل والمنقول بل المنصوص عليه في الكتاب العزيز أن البحر إنما انفرق بعصا موسى يشهد لذلك قوله تعالى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم فآلة التفريق العصا لا بنو إسرائيل.
قوله تعالى (لعلكم تشكرون) قال محمود (ومعناه إرادة أن تشكروا) قال أحمد رحمه الله أخطأ في تفسير لعل بالإرادة لأن المراد الله تعالى كائن لا محالة فلو أراد منهم الشكر لشكروا ولا بد وإنما أجراه الزمخشري على قاعدته الفاسدة في اعتقاد أن مراد الرب كمراد العبد منه ما يقع ومنه ما يتعذر تعالى الله عن ذلك ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والتفسير الصحيح في لعل هو الذي حرره سيبويه رحمه الله قوله لعله يتذكر أو يخشى -
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 278 280 281 282 283 287 290 ... » »»