الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ١ - الصفحة ٤٣٠
قوله تعالى (إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم) قال محمود (إن قلت لم قيل عيسى ابن مريم والخطاب لمريم إلخ) قال أحمد: ويحقق هذا الجواب قولها - أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر - فإنه لم يتقدم في وعد الله لها بالولد ما يدل على أنه من غير أب إلا أنه لما نسبه إليها دل على أنها فهمت من ذلك كونه من غير أب والله أعلم. عاد كلامه قال: (فإن قلت: لم قيل اسمه المسيح عيسى ابن مريم إلخ) قال أحمد: وفي هذا التقرير خلاص من إشكال يوردونه فيقولون المسيح في الآية إن أريد به التسمية وهو الظاهر فما موقع قوله عيسى ابن مريم والتسمية لا توصف بالنبوة، وإن أريد بالمسيح المسمى بهذه التسمية لم يلتئم مع قوله اسمه. ويجاب عن الإشكال بأن المسيح خبر عن قوله اسمه والمراد التسمية، وأما عيسى ابن مريم فخبر مبتدأ محذوف تقديره هو عيسى ابن مريم، ويكون الضمير عائدا إلى المسمى بالتسمية المذكورة منقطعا عن قوله المسيح، والذي قرره الزمخشري لا يرد عليه هذا الإشكال وهو حسن جدا، والله أعلم.
(٤٣٠)
مفاتيح البحث: الزمخشري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 430 437 440 441 443 444 ... » »»